هل درى ظبيُ الحمى أن قد حمى | قلبَ صبٍّ حلَّه عن مَكنَسِ |
فهو في حرٍ وخفقٍ مثلما | لعِبَتْ ريحُ الصَّبا بالقَبَسِ |
يا بدوراً أطلعتْ يومَ النوى | غرراً تسلكُ بي نهجَ الغررْ |
ما لنفسي وحدها ذنبٌ سوى | منكمُ الحسنُ ومن عيني النظرْ |
أجتني اللذاتِ مكلومَ الجوى | و الذاذي من حبيبي بالفكرْ |
و إذا أشكو بوجدي بسما | كالربى والعارضِ المنبجسِ |
إذ يُقيمُ القَطرُ فيه مأتَما | وهيَ من بَهجَتِها في عُرُسِ |
من غذا أملي عليهِ حرقي | طارحتني مقلتاهُ الدنفا |
تركتْ أجفانهْ من رمقي | أثرَ النملِ على صمّ الصفا |
وأنا أشكُرُهُ فيما بقي | لستُ ألحاهُ على ما أتلفا |
فهوَ عندي عادلٌ | وعَذُولي نُطقُهُ كالخَرَسِ |
لَيْس لي في الأمرِ حُكمٌ بعدما | حلَّ من نفسي محلَّ النفسِ |
غالِبٌ لي غالِبٌ بالتُّؤدَهْ | بأبي أفديه من جافٍ رقيقْ |
ما علمنا قبلَ ثَغرٍ نَضَّدَهْ | أقحواناً عصرتْ منه رحيقْ |
أخذتْ عيناهْ منها العربدهْ | وفؤادي سُكرُهُ ما إن يُفِيقْ |
فاحمُ اللمة ِ معسولُ اللمى | ساحرُ الغُنجِ شهِيُّ اللَّعَسِ |
حسنهُ يتلو " الضحى " مبتسما | و هوَ من إعراضهفي " عبسِ " |
أيها السائلُ عن جُرمي لدَيهْ | لي جزاءُ الذبِ وهوَ المذنبُ |
أخذتْ شمسُ الضحى من وجنتيهْ | مَشرِقاً للشمسِ فيه مَغرِبُ |
ذَهَّبَتْ دمعيَ أشواقي إلَيْهْ | وله خَدٌّ بلَحظي مَذهَبُ |
يُنبِتُ الوردَ بغَرسي كُلّما | لحظتْهُ مُقلتي في الخُلَسِ |
ليتَ شعري أيّ شيءٍ حرما | ذلك الوردَ على المُغتَرِسِ |
أنفدَتْ دمعيَ نارٌ في ضرامْ | تَلْتظي في كلِّ حِينٍ ما يشا |
هيَ في خَدّيه بَردٌ وسلامْ | و هي ضرٌّ وحريقٌ في الحشا |
أتقي منه على حكمِ الغرامْ | اسداً ورداً ، وأهواهُ رشا |
قلتُ لما أن تبدى معلما | و هو من ألحاظهِ في حرسِ : |
أيها الآخِذُ قلبي مَغنَما | اجعلِ الوَصلَ مَكانَ الخُمُسِ |