الصبر عند الشدائد
قال تعالى: ما عندكم ينفد وما عند الله باق و لنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون .
الصبر هو أن يتحلى الإنسان بخلق التأني ، لأن طالب الشيء يسعى للوصول إليه ، لا شيء نحصل عليه بسهولة بل يجب أن نصبر ونتعب للوصول إلى الهدف ، وهو أن يتحدّى الإنسان نفسه ويتحدّى شهواته للحصول والوصول إلى هدفه ، ولو كان الصبر سهلاً لما جعله الله – عز وجل - طريقاً إلى الجنة ، فمن أراد دخول الجنة وكان يريد ذلك بشدة ؛يجب عليه أن يصير ويتحمل للوصول إليها جنة النعيم .
ويجب علينا أن نأخذ من يتحلّى بالصبر كقدوة لنا ولأعمالنا، فمثلاً: سيدنا ورسولنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – والمؤمنون عندما أقام المشركون صحيفة المقاطعة وعزلوهم عن الناس وأخرجوهم من مكة عند سفح الوادي ، وبقوا هناك ثلاث سنين ، دون الطعام ولا الشراب ؛ لأنهم يريدون الجنة ولا يهمّهم نعيم الدنيا الزائل ، وعندما كانت قريش تعذّبه – صلى الله عليه وآله وسلم – ولكنّه كان يصبر ويتحمّل ، فإذا كان محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – قدوتنا وحبيبنا يتحلّى بالصبر ، فلماذا لا نصبح مثله ؟؟؟ ولماذا لا نصبر ولا نتحمل ؟؟؟
وفي النهاية إذا كان الصبر طريقًا للجنة فلنصبر ونتحمل، فجزاء الصابرين كبير عند الله، و لنأخذ بنصيحة الشافعي التي تقول:
ورزقك ليس ينقصه التأني **** وليس يزيد في الرزق العناءُ.